اماكن تستحق الزيارة في دمشق – الجامع الاموي

اماكن تستحق الزيارة في دمشق – الجامع الاموي

يُعَدُّ الجامع الأموي في دمشق أحد أعظم المعالم الإسلامية في العالم، وهو شاهد على تعاقب الحضارات وتطور العمارة الدينية عبر العصور.
يقع في قلب المدينة القديمة، ويُعتبر تحفة فنية جمعت بين الإرث المعماري الروماني والبيزنطي والإسلامي. وهو من ابرز معالم الجذب السياحي في مدينة دمشق سواء للسياح الزائرين بغرض ديني او تاريخي

أولًا: تاريخ الموقع قبل الإسلام

قبل أن يصبح مسجدًا، كان الموقع يُستخدم للأغراض الدينية منذ آلاف السنين.
فقد كان معبدًا للإله حدد الآرامي خلال العصر الآرامي في الألفية الأولى قبل الميلاد.
وعند دخول الرومان دمشق في القرن الأول قبل الميلاد، حوَّلوا الموقع إلى معبد للإله جوبيتر الدمشقي، حيث أقاموا بناءً ضخمًا تزيّنه الأعمدة الهائلة والساحات الواسعة.
ومع انتشار المسيحية في الإمبراطورية الرومانية، وبالتحديد في القرن الرابع الميلادي خلال عهد الإمبراطور ثيودوسيوس الأول، تم تحويل المعبد إلى كنيسة القديس يوحنا المعمدان، التي كانت واحدة من أهم الكنائس في دمشق، واحتوت على ما قيل إنه رأس النبي يحيى (يوحنا المعمدان)، وهو لا يزال محفوظًا داخل الجامع حتى اليوم.

ثانيًا: بناء الجامع الأموي في العصر الإسلامي

بعد دخول المسلمين إلى دمشق عام 636 م خلال الفتح الإسلامي بقيادة خالد بن الوليد، استمر استخدام الكنيسة كمكان مشترك للعبادة بين المسلمين والمسيحيين.
لكن عندما تولى الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك الحكم عام 705 م، قرر بناء مسجد عظيم يليق بعاصمة الدولة الأموية.
أمر الوليد بهدم الكنيسة، لكنه حافظ على بعض عناصرها، مثل الأعمدة الرخامية والزخارف البيزنطية، وبدأ في تشييد الجامع الأموي، الذي أصبح تحفة معمارية فريدة من نوعها.
استغرق البناء حوالي عشر سنوات، وشارك فيه أمهر الحرفيين من دمشق وخارجها، واستخدمت في بنائه أفخم المواد، مثل الذهب والرخام والفسيفساء.

ثالثًا: ملامح الجامع الأموي المعمارية

1. التصميم الداخلي والخارجي
يتميز الجامع بمساحته الواسعة، حيث يضم صحنًا كبيرًا تحيط به أروقة مزينة بأعمدة ضخمة، إضافة إلى قاعة الصلاة الواسعة التي تتوسطها قبة النسر الشهيرة.
يحتوي المسجد على ثلاثة مآذن رئيسية:
• المئذنة الشرقية (عيسى)
• المئذنة الغربية (العارضة)
• المئذنة الشمالية (قايتباي)

2. الفسيفساء والزخارف
يعتبر الجامع الأموي من أهم المعالم التي تحتفظ بزخارف الفسيفساء البيزنطية، حيث تزين جدرانه الداخلية والخارجية مشاهد طبيعية رائعة، تصور الأنهار والأشجار والقصور، في تعبير عن جنة الفردوس.

3. ضريح النبي يحيى (يوحنا المعمدان)
داخل المسجد، يوجد ضريح النبي يحيى، وهو من أهم المعالم التي تجذب الزوار من مختلف الأديان، حيث يقال إن رأسه محفوظ داخل الضريح.

رابعًا: الجامع الأموي عبر العصور

1. العصر العباسي والفاطمي
بعد سقوط الدولة الأموية، تعرض الجامع لبعض الإهمال، لكنه استمر كأحد أهم المساجد في العالم الإسلامي.
في العصر الفاطمي، تعرض لحريق كبير أدى إلى تضرر أجزاء كبيرة منه، لكنه رُمّم لاحقًا.

2. العصر الأيوبي والمملوكي
في العهد الأيوبي، أعاد صلاح الدين الأيوبي الاهتمام بالجامع، وبنى مدرسة دينية بجواره. وفي العصر المملوكي، شهد المسجد عمليات توسعة وتجديد، حيث زُود بالزخارف والمآذن الجديدة.

3. العصر العثماني والحديث
في الفترة العثمانية، استمر الاهتمام بالجامع، وأضاف العثمانيون بعض التعديلات، مثل بناء التكايا والمرافق الخدمية. وفي العصر الحديث، خضع الجامع لعدة عمليات ترميم بعد تعرضه لحريق مدمر عام 1893، وتم تجديد زخارفه وقبابه.

خاتمة
يُعد الجامع الأموي تحفة معمارية وروحية تعكس تداخل الحضارات التي مرت على دمشق. من معبد وثني إلى كنيسة مسيحية، ثم إلى أحد أروع المساجد الإسلامية، ظل هذا المكان مركزًا دينيًا وثقافيًا هامًا. واليوم، لا يزال الجامع الأموي يجذب الزوار والسياح من جميع أنحاء العالم، ليشهدوا عظمة التاريخ وفن العمارة الإسلامية في قلب دمشق.

اماكن تستحق الزيارة في دمشق – الجامع الاموي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *